خالد بهلوان لـ”أحوال”: جمهور “النجمة” كان يطالبني بحركة “دبل كِيك”
ارتبط إسم خالد بهلوان الملقّب بـ”أبو عرب” ارتباطًا وثيقًا بفريق “النجمة” الذي لم يلعب لنادٍ سواه طيلة مسيرته الكروية، ومن حسن حظّه أنّه جاور كبار النجوم أمثال حسن شاتيلا ومحمد حاطوم وجمال الخطيب وحسن عبود وعبد الناصر كجك وسواهم، وما إن شبّ عن الطوق حتى صار أحد أعمدة خط الدفاع في الفريق النبيذي، ولاعبًا يحسب له المهاجمون ألف حساب.
بداية بهلوان كانت مع شباب “التضامن بيروت” الذي كان يشرف عليه المدرّب أحمد بيلاني؛ وفي عام 1976، انتقل بهلوان رفقة هيثم الأبرش ومحمد قاسم إلى “النجمة” بعدما لفتوا أنظار المدرّب سمير العدو “أبو علي”، وتدرّج حتى وصل إلى الفريق الأول وبدأ يبرز في خط الدفاع، حيث لعب أولى مبارياته أمام “الوحدة الدمشقي” على ملعب المدينة الرياضية عام 1979، ويومها فاز “النبيذي” بنتيجة 4-1. ويذكر “أبو عرب” أوّل هدف سجّله في مرمى الشبيبة المزرعة على الملعب عينه، حين رفع الكرة من الزاوية الركنية فسكنت الشباك، ويومها علقت في ذهنه العبارة التي أطلقها المعلق الرياضي في تلفزيون لبنان، الراحل لبيب بطرس، إذ قال: “وختمها اللاعب الناشئ خالد بهلوان”.
إلى ذلك، كان للمدافع بهلوان الفضل في فوز فريقه في العام التالي، أي 1980، على “غلوريا بوزاو” الروماني، ويومها فاز فريق “النجمة” بهدفين مقابل هدف، وافتتح زميله الكابتن حسن شاتيلا التسجيل وعادَل الضيوف، ومن ثمّ سجّل بهلوان هدف الانتصار بعد لعبة “خذ وهات” بينه وبين حسن عبود.
وفي حديث لـ”أحوال”، قال بهلوان: “كنتُ أتميّز باللياقة البدنية العالية وأجيد الألعاب المقصية الخلفية “دبل كيك”، وكنتُ غالبًا ما أستعرض في المباريات نزولًا عند رغبة جماهير “النجمة” التي تطلب مني بأن أمتعها بألعاب الهواء، وكنتُ ألبّي طلبهم لأن لياقتي البدنية كانت عالية وكنتُ أتمرّن عليها كثيرًا”.
الجدير ذكره في هذا الخصوص، أن بهلوان كان أحد أعمدة الفريق الأساسي للنجمة الذي يشارك في دورات 16 آذار والأضحى خلال سنين الحرب الأهلية، وكانت مباراة الدربي بين فريقه وفريق “الأنصار” تعني له الكثير، إذ كان يتشوّق للمشاركة بها ولا ينسى كيف كانت جماهير “النجمة” تحضر إلى الفندق قبل أيام لتؤازر اللاعبين بالطبل والأهازيج طيلة النهار.
ومن المباريات التي لا تُمحى من ذاكرته، نذكر مباراة أمام الصفاء في دورة الأضحى عام 1982، حين مرّر كرة عرضية من الميمنة، اصطدمت بيد محمود سعد ليحتسب الحكم ضربة جزاء ترجمها “الملك” محمد حاطوم هدفًا داخل المرمى.
غندور و”ميدل إيست”
من جهة أخرى، أشار بهلوان في حديثه لموقعنا إلى عمله في شيركة طيران الشرق الأوسط، حيث يدين الفضل إلى رئيس النادي السابق الحاج عمر غندور الذي أمّن له وظيفة في الـ”ميدل إيست”، وظلّ يساعده ماديًا حتى بعد اعتزاله عام 1992، خصوصًا أنه لم يحظَ بمباراة تكريمية وخرج من الملاعب بلا مردود يستحق الذكر لولا “فضل” غندور الذي لا ينساه “أبو عرب”، بحسب قوله.
اللافت أنه أصبح لشركة “ميدل إيست” فريق كروي لائق عُرف بإسم “سيدرجيت”، كان يضمّ نخبة لاعبي النوادي الذين يعملون في الشركة، وكان الفريق يحرص سنويًا على السفر إلى دول الخليج العربي، ويقابل فرق الجالية اللبنانية على وجه الخصوص.
وفي هذا الإطار، يذكر بهلوان أنّه في إحدى السفرات إلى أبو ظبي، تلقّى عرضًا للبقاء هناك بغية الوصول إلى أحد نوادي الدرجة الثانية في ما بعد وتأمين مبلغ مالي معتبر، إلا أنه رفض وفضّل اللعب في صفوف “النجمة” رغم المغريات آنذاك، “ولو كانت أقل بكثير من أيامنا هذه”، بحسب قوله.
يُذكر أن بهلوان كان محطّ أنظار الفرق الأخرى، وغالبًا ما يشارك معها في رحلاتها الخارجية؛ ولا ينسى الزيارة الأولى مع فريق “الطلائع” إلى دمشق عام 1980، ويومها لعب إلى جانب زميليه جمال الخطيب وهيثم الأبرش وحارس “الأنصار” الكبير عبد الرحمن شبارو، حيث نجح بهلوان في هزّ شباك فريق “المجد” بهدف من منتصف ملعب “العباسيين” الشهير، كما تم اختياره إلى صفوف المنتخب الوطني عام 1981.
أما أجمل مبارياته فكانت أمام العراق في الكويت عام 1985 ضمن تصفيات كأس العالم، وعلى الرغم من الهزيمة الثقيلة والموجعة بنصف دزينة من الأهداف، إلا أن “أبو عرب” استمتع باللعب أمام نجوم العراق أمثال حسين سعيد وعدنان درجال وناظم شاكر وسواهم.
حادثة مرعبة
كان مدافع “النجمة” خالد بهلوان يشارك مع فريق “الراسينغ” خلال رحلاته الخارجية، في ظلّ التفاهم الحاصل بين إدارتي الناديين، وهناك حادثة حصلت عام 1981 أثناء زيارة طويلة شملت عدة دول أفريقية، ففي إحدى الأمسيات وبعد أن صعد اللاعبون إلى غرفهم للنوم، سمع بهلوان أصواتًا مريبة في غرفته التي كان يتشاركها مع زميله النجم جمال الخطيب، وعندها همّ بالاختباء تحت الغطاء، عاد ليُحدث ضجة ويصرخ على الخطيب قائلًا: “حرامي يا كابتن”، ولكن الأخير لم يعر اهتمامًا لكلامه؛ وبعدها لمح ذاك الشخص “الأسمر اللون” يغادر مسرعًا من الشرفة التي تقع في الطابق السادس وينزلق على القسطل الملتصق بالمبنى بطريقة عجيبة، ويصل إلى الطابق الأول من دون أن يصاب بأي أذى.
بعدها، خرج الخطيب ليصرخ عليه، فما كان من اللّص إلا أن ابتسم وأشار له بيده ملقيًا تحية الوداع، وهنا لم يعرف بهلوان ماذا يفعل هل يضحك من المنظر الذي شاهده أم يرتعد ويخاف.
وفي الختام، نذكر أن لخالد إبنة تُدعى لارا، تُمارس كرة القدم وتلعب لفريق “SAS” والمنتخب الوطني للشابات، إلى جانب إبنه عمر الذي يلعب حاليًا لفريق “الأنصار” ومنتخب الشباب.
سامر الحلبي